هل العقاب أصل من أصول التربية؟

العقاب يعني تقديم
منبه مؤلم إثر ظهور سلوك غير مرغوب فيه. وقبل الحديث عن قواعد العقاب نود أن نشير
أولا إلى أن التسليم بأن العقاب أمر ضروري في العملية التربوية خطأ كبير، فمعظم
الناس يسلمون بهذا كأنه حقيقة لا تحتمل جدلا، ويعتقدون أن الأطفال لا يتم توجيههم
بغير عقاب، فالعقاب هو رد الفعل الطبيعي تجاه أخطائهم و ينسى هؤلاء أن العقاب حالة
استثنائية في العملية التربوية وليس من أصول التربية وقواعدها، فهناك ما يغني عن
العقاب أو على الأقل لا يجعله أمرا ضروريا في العملية التربوية بل إن علماء السلوك
أمثال سكينر و ثورندياك ينظرون بشك إلى قيمة العقاب في إضعاف السلوك المرضي
فتأثيره مؤقت، كما أن السلوك المرضي عادة ما يعاود الظهور في مواقف أخرى، فعلم ابنك
قبل أن تعاقبه حيث هناك أكثر من 50 أسلوبا للمحاسبة والمعالجة، و لكن: تقديم
العقاب أمر فيه استسهال وابتعاد عن أصول التربية الصحيحة. وإن شعور الصداقة مع
الأبناء لهو أفضل من أي سياسات أخرى في التعامل يمكن وضعها. هذا إن أردت لنفسك ولأبنائك
التميز. فلم يعد العقاب الوسيلة الإيجابية لردع أطفالنا عن السلوك الخاطئ وإنما
هناك وسائل أكثر تأثيرا ينصح بها علماء نفس الطفل من أجل تطوير شخصياتهم.

وعلينا أولا أن
نجعله يؤمن بالقيم، ويستمسك بها وندربه على السلوك لفترة تتجاوز الثلاث سنوات.